أخبار

كلية علوم الاتصال واللغات وكلية التربية تنظمان ندوة علمية حول تدريس اللغة الإنجليزية في فلسطين

2023-09-06

 

غزة_ العلاقات العامة:

 

نظمت كليتي علوم الاتصال واللغات والتربية بجامعة غزة ندوة علمية بعنوان "تدريس اللغة الإنجليزية في فلسطين بين النظرية والتطبيق في ظل التحولات الرقمية: سد الفجوة"، وذلك بهدف مناقشة تحولات تدريس اللغة الإنجليزية في فلسطين وتأثير التقنية والتحول الرقمي على هذا المجال. حيث تم مناقشة بعض المحاور الرئيسية، والتي تشمل الأساليب والاتجاهات الحديثة في تدريس اللغة الإنجليزية، والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في تطوير مهارات اللغة الإنجليزية، واللغة والأدب الحديث في تدريس اللغة الإنجليزية.

 

وأدار الندوة الدكتور محمد وسام عامر عميد كلية علوم الاتصال واللغات، وقدم عرضا لواقع تدريس اللغة الإنجليزية في فلسطين، موضحاً أن تدريس اللغة الإنجليزية في فلسطين مثلما هو الحال في العديد من البلدان العربية وحول العالم، قد شهد تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة نتيجة التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي. هذه التحولات لها تأثير كبير على كيفية تدريس اللغة الإنجليزية وعلى التوازن بين النظرية والتطبيق في هذا المجال. 

تحدث الأستاذ الدكتور أكرم حبيب بشكل ملموس حول تدريس الأدب الإنجليزي في العهد القديم وكيفية التطور الذي شهده هذا المجال في ضوء التطورات الحديثة في مجال التعليم. وقد أبرز عدة نقاط مهمة:١. التحول في النظريات التعليمية: أشار إلى أن مجال تدريس الأدب الإنجليزي قد شهد تحولًا كبيرًا في النظريات التعليمية المستخدمة. في الماضي، كان التركيز يكون بشكل رئيسي على تعليم الأدب بطرق تقليدية مثل التحفيظ والترجمة. ومع ظهور البحوث والنظريات التعليمية الحديثة، أصبح التركيز أكثر على تطوير نهج التعلم النشط والتفكير النقدي بدلاً من المجرد حفظ النصوص.٢.  تعزيز مفهوم التعلم النشط: أكد على أهمية تعزيز مفهوم التعلم النشط في تدريس الأدب الإنجليزي. هذا يعني تشجيع الطلاب على المشاركة الفعّالة في عملية التعلم وتنمية مهاراتهم الاستقلالية. من خلال التعلم النشط، يصبح لدى الطلاب دور أكبر في فهم وتفسير النصوص الأدبية والتعبير عن آرائهم وأفكارهم حيالها. ٣. التنويع في أساليب التدريس: أشار إلى أهمية التنويع في أساليب تدريس الأدب الإنجليزي. يجب تقديم مجموعة متنوعة من الأساليب والأنشطة التعليمية التي تلبي احتياجات واهتمامات الطلاب. هذا التنويع يساعد في جعل عملية التعلم أكثر إثارة وفعالية ويعزز تفاعل الطلاب مع المواد الأدبية.

 

وتحدث الدكتور كمال الهنداوي، مدير وحدة التقييم في دائرة التربية والتعليم بوكالة الغوث، حول أساليب وإجراءات التقييم المتبعة الخاصة بتدريس المواد التعلمية، مركزا على تدريس اللغة الإنجليزية. أشار إلى أهمية القيام بعمليات التقييم في عملية التعليم والتعلم. التقييم يساعد في تقييم فهم الطلاب للمواد وتقدمهم فيها ويقدم معلومات حول مدى تحقيق الأهداف التعليمية. وأكد على أهمية دور المشرفين التربويين في التقييم الفعلي للعملية التعليمية التعلمية حيث أشار إلى أن المشرفين يمكنهم تقديم الإرشاد والدعم للمعلمين في تنفيذ عمليات التقييم بشكل فعّال وعادل. وأشار إلى التحديات التي تواجه التقييم وعمل المدرسين في تدريس المواد التعليمية المختلفة خصوصا مادة اللغة الإنجليزية، فقد أوضح أن التقييم يواجه تحديات متعددة في ظل التحولات الرقمية. من هذه التحديات موضوعات مثل تحديث التكنولوجيا المستخدمة في التقييم وضمان الجودة في عمليات التقييم الرقمي. وأشار إلى أهمية تحديث كفاءات ومهارات المعلمين في مجال التقييم واستخدام التكنولوجيا المتقدمة بفعالية. وادعى أن هذا يساعد في تحسين جودة التقييم وتكييفه مع احتياجات الطلاب في العصر الرقمي. وأوضح أنه من التحديات والفرص هو التكيف مع التغيير خصوصا أن التدريس في ظل التحولات الرقمية يتطلب تحديث الكفاءات والمهارات التعليمية لمعلمي اللغة الإنجليزية في فلسطين.

 

أكد الدكتور أشرف الشوا، المحاضر في قسم الترجمة بجامعة غزة، على أهمية تقديم جسر فعّال بين النظرية والتطبيق في تدريس اللغة الإنجليزية. هذا يعني أن يكون التعليم قائمًا على أسس نظرية ولكن مرتبطًا بتطبيقات عملية وواقعية. أشار إلى استخدام "أسلوب المفاوضات" في تدريس اللغة الإنجليزية. هذا الأسلوب يشجع الطلاب على التفكير النقدي والتحاور واستخدام اللغة بشكل تواصلي. يعزز هذا الأسلوب من مشاركة الطلاب في العملية التعليمية ويساهم في تعزيز مهارات التفاوض والتواصل. أشار إلى تبنى الكثيرون في فلسطين استخدام التكنولوجيا في التعليم، مما أدى إلى استخدام الحواسيب والإنترنت في تدريس اللغة الإنجليزية.

 

وشرح الدكتور أحمد جنينة، رئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأقصى، مجموعة من الأساليب الحديثة. وأشار إلى أنه كانت مناهج تدريس اللغة الإنجليزية في فلسطين تعتمد على الأساليب التقليدية مثل الترجمة والتحفيظ. كان التركيز على قواعد اللغة والمفردات، لكن مع تطورات الاتجاهات الحديثة في اللغة الإنجليزية أصبح الاهتمام في تدريس اللغة الإنجليزية للتواصل وليس للحفظ. وبين أهمية استخدام منصات التعلم عبر الإنترنت أصبح شائعًا لتعليم اللغة الإنجليزية. ذلك يشمل منصات مثل Duolingo ومواقع التعليم عبر الإنترنت المخصصة لتعليم اللغة. أشار إلى ضرورة تحديث أساليب التدريس واعتماد أساليب حديثة تشجع على المشاركة النشطة والتفاعل مع اللغة الإنجليزية. يمكن أن تشمل هذه الأساليب استخدام التكنولوجيا، والنقاشات الجماعية، والأنشطة العملية التي ترتبط بالحياة اليومية.

 

تحدث الدكتور عمر حماد بشكل ملموس عن واقع تدريس اللغة الإنجليزية وقد أبرز النقاط التالية: ١) التحديات في تدريس اللغة الإنجليزية: أشار إلى أن التدريس التقليدي للغة الإنجليزية قائم على الأساليب التلقينية التي تشجع على حفظ القواعد والمفردات دون تشجيع الطلاب على التفكير النقدي أو المشاركة الفعّالة. وهذا يمكن أن يكون عائقًا أمام تطوير مهارات اللغة الإنجليزية بشكل شامل. ٢) ضرورة تطوير أساليب التدريس: دعا إلى تطوير أساليب التدريس لجعلها أكثر تفاعلية ومشجعة للمشاركة النشطة من قبل الطلاب. هذا يمكن أن يشمل استخدام الأساليب النشطة مثل التفاعل مع النصوص الأدبية، والمناقشات الجماعية، وأنشطة اللعب الدوري. ٣) مراعاة الظروف المحيطة بالمدرس: أشار إلى أهمية مراعاة الظروف المحيطة بالمدرس مثل حجم الصفوف والموارد المتاحة. يجب أن تكون الأساليب التعليمية متجددة وملائمة للظروف الفعلية لضمان تقديم تعليم فعال. بهذه النصائح، يعكس الدكتور عمر حماد الحاجة إلى تحديث أساليب تدريس اللغة الإنجليزية لجعلها أكثر ملاءمة لاحتياجات الطلاب وتطورات التعليم الحديثة. كما يسلط الضوء على أهمية توجيه الجهود نحو تعزيز المشاركة الفعّالة للطلاب في عملية التعلم.

 

الأستاذة أسماء مصطفى، مدرسة لغة انجليزية وحاصلة على عدة جوائز دولية، تحدثت عن كيفية استخدامها لتكنولوجيا التعليم وتقنيات الانترنت وتوظيفها في تدريسها لمادة اللغة الإنجليزية في مدارس الحكومة وأشارت إلى أهمية اتاحة الفرصة التواصل المباشر بين الطلبة وأقرانهم في الدول الأجنبية مما ينعكس ذلك على تطوير مهارات اللغة الإنجليزية لدى طلبتنا. دعت إلى تبني الأفكار الإبداعية في عملية التدريس واستخدام التكنولوجيا لتطوير أساليب تدريس مبتكرة تجذب اهتمام الطلاب. باستخدام التكنولوجيا والتواصل مع أقران من جميع أنحاء العالم، يمكن توسيع آفاق تعلم اللغة الإنجليزية وتحفيز الطلاب على تطوير مهاراتهم بشكل أفضل وأكثر شمولًا. تجربة الأستاذة أسماء تعكس كيف يمكن أن تكون التكنولوجيا وسيلة فعالة لتعزيز تعلم اللغة الإنجليزية في البيئات التعليمية.

 

وقدمت الدكتور رنا العالول، عميدة كلية التربية، عرضا وافيا حول برنامج ماجستير أساليب تدريس اللغة الإنجليزية المعتمد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وأشارت إلى أهمية البرنامج في تطوير كوادر ومعلمي اللغة الإنجليزية حيث صقل مهاراتهم في اللغة الإنجليزية، وقد وضحت شروط وإجراءات القبول للبرنامج. أوضحت د. رنا أن البرنامج يعمل على تحسين وتطوير مهارات المعلمين في مجال تدريس اللغة الإنجليزية. يمكنهم أن يكتسبوا مهارات جديدة ويطوروا أساليبهم التعليمية لتحسين تجربة التعلم لدى الطلبة. وأكدت على تعزيز البحث والابتكار في البرنامج حيث إن البرنامج يشجع على البحث والابتكار في مجال تدريس اللغة الإنجليزية. وأنه يمكن للمعلمين أن يسهموا في تطوير أساليب تدريس جديدة وفعّالة. أشارت الدكتور رنا العالول أن برنامج ماجستير أساليب تدريس اللغة الإنجليزية يعكس التزام جامعة غزة بتطوير كوادر المعلمين في مجال تدريس اللغة الإنجليزية وتعزيز مستوى التعليم.

 

حضر الندوة لفيف من طلبة كلية علوم الاتصال واللغات وكلية التربية والمحاضرين المهتمين والمختصين في التربية وتدريس اللغة الإنجليزية. تميزت الندوة بالتأكيد على أهمية استخدام التكنولوجيا في التعليم وتوظيفها لتحسين جودة تدريس اللغة الإنجليزية. كما تم التشديد على ضرورة تحديث مهارات المعلمين ومعرفتهم بأحدث الأساليب التعليمية.

 

وقد أكد المجتمعون في الندوة على أهمية تكنولوجيا التعلم الذكي، وتطوير تطبيقات وبرامج تعليمية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتخصيص التعليم وفق احتياجات كل طالب. وأهمية تدريس عن بع حيث ظهرت الحاجة إلى تدريس اللغة الإنجليزية عن بُعد نتيجة للظروف الصحية والاجتماعية، وهو ما أدى إلى استخدام تقنيات التعليم عبر الإنترنت والفصول الافتراضية. وأن هناك مجموعة من التحديات والفرص من أهمها التكيف مع التغيير خصوصا أن التدريس في ظل التحولات الرقمية يتطلب تحديث الكفاءات والمهارات التعليمية لمعلمي اللغة الإنجليزية في فلسطين. وكذلك هناك تحديات تتعلق بتوفير الوصول، أي هناك حاجة إلى ضمان أن التكنولوجيا التعليمية متاحة لجميع الطلاب، بغض النظر عن ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية. في الختام، خلصت الندوة العلمية إلى أن تدريس اللغة الإنجليزية في فلسطين يتجه نحو التكنولوجيا والتعليم الرقمي، ولكن التحديات تبقى قائمة فيما يتعلق بضمان الجودة وتقديم فرص تعليمية متساوية لجميع الطلاب.